زيادة أندية الدوري.. والجانب الاقتصادي

رسيني الرسيني
لعشاق كرة القدم، لا ليلة تضاهي ليالي لعب النادي المفضل لهم. تتأجل المواعيد وتكثر الأعذار عن عدم حضور المناسبات، كله لأجل مشاهدة 90 دقيقة والاستمتاع بالمباراة. ومن أجل ذلك، ولبعدها الاقتصادي، عمل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على زيادة المباريات، وذلك من خلال زيادة عدد الأندية والمنتخبات المشاركة في مسابقاتها، وكذلك عملت الاتحادات القارية من أجل اقتصاد كرة القدم. أما محليًا فلا يقل حماس مشاهدة وحضور مباريات كرة القدم عن الدول المتقدمة في اللعبة، حيث تعتبر كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في المملكة.
رياضيًا، المنتج الأقوى لأي دولة هو الدوري المحلي وليس المسابقات الأخرى، فهو مقياس مستوى المنافسة والرهان الأبرز للأندية. وبالنظر إلى تاريخ الدوري السعودي، فقد بدأ بثمانية فرق فقط، ومن ثم ارتفع عدد الأندية تدريجيًا حتى وصل إلى 18 فريقًا ينافس على المسابقة. الأمر الذي شهد نقلة نوعية من حيث ارتفاع المنافسة وتنوع الفرق.
أما اليوم أتصور أنه حان موعد زيادة عدد الأندية لتصبح 20 فريقًا بشكل يتوافق مع الدوريات الثلاث الكبرى (الدوري الإنجليزي، والاسباني، والإيطالي). وهو أمر معمول به في الدوري العراقي الذي أعتقد أنه أحد أسباب بروز منتخب بلادهم بالرغم من ضعف البنى التحتية هناك.
زيادة عدد الأندية في دوري المحترفين لها أبعاد اقتصادية عديدة، قد يكون من أبرزها تعزيز اقتصاديات المدن، وذلك أمر مشاهد في تنقل الأندية الجماهيرية بين مدن ومحافظات المملكة، من ناحية ارتفاع معدل إشغال الشقق والفنادق وزيادة مداخيل المطاعم والمقاهي، عطفًا على ارتفاع إيرادات الأندية من بيع التذاكر والمنتجات المتعلقة باستضافة الجماهير مثل: بيع قمصان وأعلام النادي وغيره من المنتجات. بالإضافة إلى ارتفاع حقوق البث من النقل التلفزيوني والاعلانات المصاحبة لكل مباراة، الأمر الذي يعزز جذب الاستثمارات في القطاع الرياضي، ويخلق فرصا وظيفية للشباب وأصحاب الخبرات.
تجدر الإشارة أن في المملكة خمس دوريات بتصنيفات مختلفة: دوري الدرجة الممتازة يتكون من 18 فريقًا، ومثله الدرجة الأولى، أما الدرجة الثانية 32 فريقًا، والدرجة الثالثة 40 فريقًا، والدرجة الرابعة 63 فريقًا. ما يعني وجود 171 فريقًا نشطًا في المملكة -ولله الحمد- وذلك وفقًا لموقع الاتحاد السعودي لكرة القدم.
هذا العدد الكبير في مدن ومحافظات وقرى منتشرة حول المملكة، تستحق أن تعطى فرصة للمنافسة على بطاقة الصعود لدوري الأضواء لإبراز مدينتهم بالشكل الذي يليق بهم ويتمنونه، مما يوسع القاعدة الجماهيرية للمسابقة في المناطق المختلفة.
حسنًا، ثم ماذا؟
يبقى الحديث عن قضية ازدحام الروزنامة، والتي أعتقد أنها أمر إيجابي سيدفع الأندية إلى زيادة معدل تدوير اللاعبين، مما يعطي فرصة أكبر لمشاركة اللاعب المحلي، وهو أمر محمود لتوسيع دائرة الاختيارات للمنتخب الوطني.
** **
– كاتب اقتصادي
Apsny News